ذكرى النكبة.. 6.4 مليون لاجئ فلسطيني و"الأونروا" تستغيث
ذكرى النكبة.. 6.4 مليون لاجئ فلسطيني و"الأونروا" تستغيث
مشتتين بين مخيمات اللاجئين في عدة دول، تحل على الفلسطينيين الذكرى الـ74 للنكبة والتهجير، والذي يوافق 15 مايو من كل عام.
وعادة ما يحيي الفلسطينيون فعاليات شعبية للتعبير عن تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا عام 1948.
و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام دولة إسرائيل على معظم أراضيهم، وتحل ذكراها هذا العام بالتزامن مع أزمة مالية تشهدها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وكشف الجهاز المركزي للإحصاء بفلسطين في بيان، أن سجلات وكالة "الأونروا" تشير إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها بنهاية عام 2020 بلغ نحو 6.4 مليون لاجئ.
ويتوزع 30% من اللاجئين المسجلين لدى "الأونروا" على 58 مخيمًا، وهم 19 في الضفة الغربية، و12 في لبنان، و10 في الأردن، و9 سوريا، و8 في قطاع غزة.
وأفاد البيان بأن الـ6.4 مليون لاجئ المسجلين لدى "الأونروا"، أقل من العدد الفعلي للاجئين، إذ لم تشمل سجلات الوكالة الدولية من تم تشريدهم منذ عام 1947 وحتى حرب يونيو 1967.
وأوضح أنه بسبب اللاجئين تحول قطاع غزة إلى "أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان"، إذا يبلغ عدد اللاجئين نحو 66% من إجمالي سكان القطاع البالغ 2.1 مليون نسمة.
ويعاني قطاع غزة من ارتفاع حاد في معدل البطالة، بلغ نحو 47%، والنسبة الأكبر تسود بين الشباب في الفئة العمرية من 15إلى 24 عاما.
الأونروا في خطر
وتواجه "الأونروا" أزمة نقص تمويل جعلتها غير قادرة على الوفاء بمهامها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، في تصريحات سابقة، إن النقص السنوي في الميزانية يصل إلى نحو 100 مليون دولار.
وأوضح لازاريني أن مؤتمر التعهدات السنوي الذي ستنظمه الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو المقبل، سيمثل فرصة مهمة لدعوة المجتمع الدولي للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن استمرار الوضع هذا يمثل "الوقوف على حافة الهاوية"، وهو أمر يقلق الجميع، مؤكدا أن بعض اللاجئين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم، وهناك نحو 50 ألف لاجئ فلسطيني فروا من النزاع في سوريا ويعيشون حاليا في كل من لبنان والأردن.
وتابع أن فلسطينيي سوريا من بين مجتمعات اللاجئين الأشد عرضة للمخاطر في المنطقة، إذ نزح معظمهم، فيما تعرض بعضهم إلى القتل والاحتجاز والاختفاء خلال سنوات الصراع.
وأكد أن "الأونروا" بحاجة إلى تقديم مساعدات طارئة لحوالي 600 ألف من اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في سوريا والمجتمعات المضيفة في الأردن ولبنان.
بدورها، حذرت جامعة الدول العربية من المساس بالوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واختصاصاتها الكاملة والإنسانية بفلسطين.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، سعيد أبوعلي، إن الجامعة ترفض كل المحاولات والمخططات الإسرائيلية المستمرة، التي تهدف إلى تصفية الأونروا.
وأضاف أن الدول العربية تحرص على دور الوكالة وتمكينها من القيام بمهامها دون انتقاص، حتى تحقيق الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وتأسست "الأنروا" عام 1949، بهدف تنمية ودعم اللاجئين الفلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، ويتم تمويلها من تبرعات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
تصفية قضية اللاجئين
بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبوهولي، إن اللاجئين الفلسطينيين يعيشون أجواءً سيئة بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية.
وأضاف أبوهولي لـ"جسور بوست"، أن الوضع ازداد صعوبة، مع الأزمات الاقتصادية التي باتت تضرب الدول المضيفة، إلى جانب تراجع المخصصات المالية لوكالة الأونروا.
وأكد أن "مخططات تصفية الأونروا، تأتي تمهيدًا لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما وأن المنظمة الأممية لا تستمد قيمتها من تقديم المساعدات فقط، ولكن من كونها الشاهد القانوني على حق اللاجئين في العودة.
وأشار إلى أن "الفلسطينيين يتمسكون بحق العودة إلى ديارهم، لذلك لن نسمح لأحد باستهداف أونروا، أو نقل صلاحياتها إلى مؤسسات أخرى، لأن ذلك سيكون استهدافًا لأكثر من 6 ملايين لاجئ".
وقال أبوهولي: "اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، تستعد لتقديم مذكرة رسمية للأمم المتحدة، تطالبها بالتحرك لنصرة اللاجئين الفلسطينيين بتنفيذ قرارات الجمعية العامة وإلزام إسرائيل بها".
وأضاف: "سنؤكد في المذكرة ضرورة الحفاظ على الأونروا كشاهد حي على قضية اللاجئين الفلسطينيين، ولا بد من استمرار عملها لحين إيجاد حل لملف اللاجئين، وبالتالي لن نسمح بنقل صلاحياتها لأي مؤسسة أخرى أيا كانت".
وأكد أن دور الوكالة في دعم ومساعدة الفلسطينيين تراجع بسبب نقص التمويل، وأن الأزمة في سوريا وتدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان يضع اللاجئين الفلسطينيين بالبلدين في وضع خانق، كما أن اللاجئين بقطاع غزة يعانون من فقر شديد.
ودعا المسؤول الفلسطيني "المجتمع الدولي إلى الالتزام بمسؤولياته تجاه قضية اللاجئين"، قائلا: "نريد لها حلا عادلا كما ورد في قرارات الأمم المتحدة".
وفي عام 1948، اضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم، هربا من "مذابح" ارتكبتها عصابات صهيونية، أدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني، بحسب تقرير حكومي فلسطيني.